بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرِحِيمِ
مَسَاؤُكُمْ بَرَاءَةُ طِفلٍ
،،
قِصَةُ حَرفِ
قَادَنِيْ إلىْ المَشنَقَـةِ ، بَعدَ أنْ طَوتهُ يَدُ الرَدَىْ
وَأصبَحَ نِسياً مَنسِياً
تَدَارَكُهُ ـ بِعدَ حِينٍ ـ فِكرٌ مَتعَجِرفٌ ، فَفهِمهُ بعدَ ( زَمنِ عَنَاءٍ )
لستُ آسِياً وَرَبِكُمْ
فَـ الحَقُ سَيصدَحُ فِيْ شَفتِيْ وَلوْ كُنتُ فِيْ مَنجَيقِ إبرَاهِيمْ .
وَستَظَلُ أحرُفِيْ هَكذَا مُتمَرِدَةْ ، مَادَامَ ( الخُبثُ ) يَجرِيْ فِيْ دِمَائِهِمْ .
،،
فِيّ غَـابةٍ هَادئَةٍ ، أشّجَارُهَا نَادِئَـةٍ ، كَانت تَعِيشُ في مَودَةٍ وَمَحبةٍ وَإخَاءٍ
وَتَلتقي أروَاحُهَا في لحَظَاتِ نَقاءٍ وَصَفاءٍ
تجمَعهُم السَعادةَ وَالحبورَِ ، وَيُفرقهم الأنُس وَالسرور
يُؤنسُ المرَحُ قلوبهم في سَاعَات الأصِيل . . !
وَتُشجيهِم لحَظاتُ الفرَاق وَالرَحيل . . !
يعيشونَ كَأُسرَةٍ وَاحدَةٍ
كأنهم بُنيانٌ مرصُوصٍ ، وَعِقدٍ مَرصوفٍ
تعطشُ ألبابهم فَتشرَب من مياهِ الجدَاول الرقرَاقَةِوأروَاحها لكُل ما يستجدُ بِـ الغَابَةِ شغوفةٌ وَتواقـــة
لم يكن هنَاك ما يُفسدُ عيشهَا ، أو يُكدرُ صفوَهَا . . !
وذات ليلةٍ هَادئةٍ كَان السكونُ يُخيمُ علىّ الغَابةِ
ليصحو الجميع على عواءِ ذئبٍ يرجُ المكانِ ، ويهزُ غصون الجِنَانِهَبَ الجميعُ ليستبحثوا أمره ، ويسكتشفوا شأنهُ وسرهُ
عَدا مَلِك الغَابة ، الذي ظَلَ غارقاً أو مُتغارقاً في سُباتهِ العَميق
ولعلَ هذا شأنهُ ، فلا يُريد أن يستيقظ أو يُفيق . . !
لا يعلمُ عَمَّا يَدُورُ بغَابتهِ ، كجُثةٍ هَامدةٍ على قَارعةِ الطَريقِ
وقد جَعلَ في إحدى أُذنيه فِينةٌ وفي الأخرى عَجينةٌوكأنهُ لم يسمع ولم يَرَ شيئاً . . !
وكم مِن أسودٍ ذليلةٍ مُصمخة الآذَآنِ ، لا تَهاب سطوتها حَتى الجُرذانِ
وَقفَ الجميعُ مشدوهيّن ، ولأمرِ صاحبهم مفزوعيّن . . !
وهُم ينظرون تلك الدُموع ، في تذبذُبٍ وخوفٍ وخضوعٍ
تقدَم إليهٍ صَاحِبُكُمْ وسَأله:
ما أمرُكَ ؟ ومَا شأنكُ وسرُكَ ؟
فأجابهُ : أسمعتَ عن ذئبٍ تأكلهُ الذئاب ؟!
أم هَل رأيتَ كلباً تنهش لحمَه الكلاب ؟!
لقد أضناني الجُوع ، حتى ذَرفتُ الدموع
وبينما أنا كذَالك ، وقد عَلتنيّ الكَآبة . . !
إذ أنا بغزالٍ سمينٍ يدخل الغَابة
وَبِحُسنِ ظَنٍ مَنِيْ رَميتُ لهُ دُعَابَةٌ
وسأخبرُك بما جرى دون نقصٍ أو زيادَةٍ . . !
ما إن رأوا أنَامِلِيْ قد لامَست أطرافه
حّدَق إليّ أحدهم في غيظةٍ وَجُنُونِ رأفة
فأنقضَ عليّ أمين غَابتِنا ، ورافع رَأيتِنا
وكانت مكانتهُ مني أكبر ، ليس لأنهُ أعلم مني وَأجدر . . !
بل لأنهُ كان ذئبٌ يهابه كل من في الغابةِ بسببِ لونهِ الأحمَر
فأخذ في توبيخي وَنهري ، وغرزَ مخالبهُ في نحري
ثمَ همسَ في أذني وَقال:
مالكَ ولهذا الغَزال . . !
إذهب فأبحث عن غيره ، وإياني وإياكَ أن تفتح لهذا النـزاع سيرة . . !
فالغابة مَليئةٌ بالغزلان ، فلا تقابل رغبتي بالخذلان
فتندم وتَصرُخُ : واكرباهُ
وتُجادلني فيما لا يُحمدُ عُقبَاهُ
الغابةُ بالصيد وفيرة ، وَأمامُك غزلان كثيرة
بإمكانك إفتراسها بسهولةٍ ويُسر ، ومالكَ فيما فعلته درايةً وعُذر
طرائدٌ أكثرها هزيل ، أما غزالي فَمثلهُ قليل
ثمَ نهرني وقررَ إبعادي عن هذه الغَابة
وهددَ كُل من يقتربُ من دارهِ وَبابه
فأجابهُ صَاحِبُهُ :
يا صاحبي : وما يُضير نخلةٍ قد وقعت على أطرافها ذُبابه ؟!
فالظلمُ ناقوسُ يدق في عالم الويلٍ ولا غَرَابة
ثمَ أردفَ قائلاً :
يا رفيقي : كم من ذئابٍ كالكلابِ ليس لها حيلةٍ ( في أقلامِها ) عَفوَاً فِيْ مَخَالِبِهَا
لا تَصنعُ هيبتها الإ الألوَان
فكُلنا سَواسية . .!
وَربَ حَمَلٍ أسود ، لن تَصلَ إلى مواطئ أقدامهِ ذئاب حَمراءَِ
،،
لا تَأسَفـنَّ عَلى غدرِ الزَمـانِ فطَالمَا
رَقَصت عَلى جُثَثِ الأسُـودِ كِلابُ
وَلا تحسبنَهَا برقصِهَا تعلو عَلى أسيادِهَاتَبقى الأسودُ أسُوداً والكِلاب كِلابُ
،،
هَذهِ وَرَقَةٌ مِنْ مُذكِرَاتِ ( حَمَلٍ وَدِيعٍ طَاهِرٍ )
أعرِفُهُ جِيدَاً
قَررتُ ذَاتَ يَومٍ أنْ أحمِلَ رِسَالَتَهُ إلىْ سَاحَةِ المَوتِ
وَكَمْ مِنْ حُرُوفٍ تَجُرُ الحُتُوفَ . . !
عَلىْ رِسلِكُمْ . . !
قَدْ يَكُونُ هَذَا الرَفِيقُ ( غَبِيـاً ) . . !
وَلكِنَهُ لايَستَطِيعْ أنْ يَعيشَ ( لحظَةً وَاحِدَةً ) بِلا ( كَرَامَةٍ ) . . !
مَسَاؤُكُمْ بَرَاءَةُ طِفلٍ
،،
قِصَةُ حَرفِ
قَادَنِيْ إلىْ المَشنَقَـةِ ، بَعدَ أنْ طَوتهُ يَدُ الرَدَىْ
وَأصبَحَ نِسياً مَنسِياً
تَدَارَكُهُ ـ بِعدَ حِينٍ ـ فِكرٌ مَتعَجِرفٌ ، فَفهِمهُ بعدَ ( زَمنِ عَنَاءٍ )
لستُ آسِياً وَرَبِكُمْ
فَـ الحَقُ سَيصدَحُ فِيْ شَفتِيْ وَلوْ كُنتُ فِيْ مَنجَيقِ إبرَاهِيمْ .
وَستَظَلُ أحرُفِيْ هَكذَا مُتمَرِدَةْ ، مَادَامَ ( الخُبثُ ) يَجرِيْ فِيْ دِمَائِهِمْ .
،،
فِيّ غَـابةٍ هَادئَةٍ ، أشّجَارُهَا نَادِئَـةٍ ، كَانت تَعِيشُ في مَودَةٍ وَمَحبةٍ وَإخَاءٍ
وَتَلتقي أروَاحُهَا في لحَظَاتِ نَقاءٍ وَصَفاءٍ
تجمَعهُم السَعادةَ وَالحبورَِ ، وَيُفرقهم الأنُس وَالسرور
يُؤنسُ المرَحُ قلوبهم في سَاعَات الأصِيل . . !
وَتُشجيهِم لحَظاتُ الفرَاق وَالرَحيل . . !
يعيشونَ كَأُسرَةٍ وَاحدَةٍ
كأنهم بُنيانٌ مرصُوصٍ ، وَعِقدٍ مَرصوفٍ
تعطشُ ألبابهم فَتشرَب من مياهِ الجدَاول الرقرَاقَةِوأروَاحها لكُل ما يستجدُ بِـ الغَابَةِ شغوفةٌ وَتواقـــة
لم يكن هنَاك ما يُفسدُ عيشهَا ، أو يُكدرُ صفوَهَا . . !
وذات ليلةٍ هَادئةٍ كَان السكونُ يُخيمُ علىّ الغَابةِ
ليصحو الجميع على عواءِ ذئبٍ يرجُ المكانِ ، ويهزُ غصون الجِنَانِهَبَ الجميعُ ليستبحثوا أمره ، ويسكتشفوا شأنهُ وسرهُ
عَدا مَلِك الغَابة ، الذي ظَلَ غارقاً أو مُتغارقاً في سُباتهِ العَميق
ولعلَ هذا شأنهُ ، فلا يُريد أن يستيقظ أو يُفيق . . !
لا يعلمُ عَمَّا يَدُورُ بغَابتهِ ، كجُثةٍ هَامدةٍ على قَارعةِ الطَريقِ
وقد جَعلَ في إحدى أُذنيه فِينةٌ وفي الأخرى عَجينةٌوكأنهُ لم يسمع ولم يَرَ شيئاً . . !
وكم مِن أسودٍ ذليلةٍ مُصمخة الآذَآنِ ، لا تَهاب سطوتها حَتى الجُرذانِ
وَقفَ الجميعُ مشدوهيّن ، ولأمرِ صاحبهم مفزوعيّن . . !
وهُم ينظرون تلك الدُموع ، في تذبذُبٍ وخوفٍ وخضوعٍ
تقدَم إليهٍ صَاحِبُكُمْ وسَأله:
ما أمرُكَ ؟ ومَا شأنكُ وسرُكَ ؟
فأجابهُ : أسمعتَ عن ذئبٍ تأكلهُ الذئاب ؟!
أم هَل رأيتَ كلباً تنهش لحمَه الكلاب ؟!
لقد أضناني الجُوع ، حتى ذَرفتُ الدموع
وبينما أنا كذَالك ، وقد عَلتنيّ الكَآبة . . !
إذ أنا بغزالٍ سمينٍ يدخل الغَابة
وَبِحُسنِ ظَنٍ مَنِيْ رَميتُ لهُ دُعَابَةٌ
وسأخبرُك بما جرى دون نقصٍ أو زيادَةٍ . . !
ما إن رأوا أنَامِلِيْ قد لامَست أطرافه
حّدَق إليّ أحدهم في غيظةٍ وَجُنُونِ رأفة
فأنقضَ عليّ أمين غَابتِنا ، ورافع رَأيتِنا
وكانت مكانتهُ مني أكبر ، ليس لأنهُ أعلم مني وَأجدر . . !
بل لأنهُ كان ذئبٌ يهابه كل من في الغابةِ بسببِ لونهِ الأحمَر
فأخذ في توبيخي وَنهري ، وغرزَ مخالبهُ في نحري
ثمَ همسَ في أذني وَقال:
مالكَ ولهذا الغَزال . . !
إذهب فأبحث عن غيره ، وإياني وإياكَ أن تفتح لهذا النـزاع سيرة . . !
فالغابة مَليئةٌ بالغزلان ، فلا تقابل رغبتي بالخذلان
فتندم وتَصرُخُ : واكرباهُ
وتُجادلني فيما لا يُحمدُ عُقبَاهُ
الغابةُ بالصيد وفيرة ، وَأمامُك غزلان كثيرة
بإمكانك إفتراسها بسهولةٍ ويُسر ، ومالكَ فيما فعلته درايةً وعُذر
طرائدٌ أكثرها هزيل ، أما غزالي فَمثلهُ قليل
ثمَ نهرني وقررَ إبعادي عن هذه الغَابة
وهددَ كُل من يقتربُ من دارهِ وَبابه
فأجابهُ صَاحِبُهُ :
يا صاحبي : وما يُضير نخلةٍ قد وقعت على أطرافها ذُبابه ؟!
فالظلمُ ناقوسُ يدق في عالم الويلٍ ولا غَرَابة
ثمَ أردفَ قائلاً :
يا رفيقي : كم من ذئابٍ كالكلابِ ليس لها حيلةٍ ( في أقلامِها ) عَفوَاً فِيْ مَخَالِبِهَا
لا تَصنعُ هيبتها الإ الألوَان
فكُلنا سَواسية . .!
وَربَ حَمَلٍ أسود ، لن تَصلَ إلى مواطئ أقدامهِ ذئاب حَمراءَِ
،،
لا تَأسَفـنَّ عَلى غدرِ الزَمـانِ فطَالمَا
رَقَصت عَلى جُثَثِ الأسُـودِ كِلابُ
وَلا تحسبنَهَا برقصِهَا تعلو عَلى أسيادِهَاتَبقى الأسودُ أسُوداً والكِلاب كِلابُ
،،
هَذهِ وَرَقَةٌ مِنْ مُذكِرَاتِ ( حَمَلٍ وَدِيعٍ طَاهِرٍ )
أعرِفُهُ جِيدَاً
قَررتُ ذَاتَ يَومٍ أنْ أحمِلَ رِسَالَتَهُ إلىْ سَاحَةِ المَوتِ
وَكَمْ مِنْ حُرُوفٍ تَجُرُ الحُتُوفَ . . !
عَلىْ رِسلِكُمْ . . !
قَدْ يَكُونُ هَذَا الرَفِيقُ ( غَبِيـاً ) . . !
وَلكِنَهُ لايَستَطِيعْ أنْ يَعيشَ ( لحظَةً وَاحِدَةً ) بِلا ( كَرَامَةٍ ) . . !